responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 160

إذا رمت عنها سلوة قال شافع‌

من الحب ميعاد السلوّ المقابر

ستبقى لها مضمر القلب و الحشا

سريرة ودّ يوم تبلى السرائر

و الاقتباس من الآية التاسعة من سورة الطارق و هي:

يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ.

و الاقتباس منه ما لا ينتقل فيه اللفظ المقتبس عن معناه الاصلي الى معنى آخر كما تقدم، و منه بخلاف ذلك كقول ابن الرومي:

لئن أخطأت في مدح

ك ما أخطأت في منعي‌

لقد أنزلت حاجاتي‌

«بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ»

و الاقتباس من الآية السابعة و الثلاثين من سورة ابراهيم و هي: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ، رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ. و لا بأس بتغيير يسير لأجل الوزن أو غيره‌ [1] كقول بعضهم عند وفاة بعض أصحابه:

قد كان ما خفت أن يكونا

إنّا الى اللّه راجعونا

و الاقتباس من الآية 156 من سورة البقر، و هي:

الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

و قول عمر الخيام:

سبقت العالمين الى المعالي‌

بصائب فكرة و علوّ همّه‌

و لاح بحكمتي نور الهدى في‌

ليال للضلالة مدلهمسه‌

يريد الجاهلون ليطفؤوه‌

« يأبى اللّه إلّا أن يتمّه»

و الاقتباس من الآية الثانية و الثلاثين من سورة التوبة، و هي: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.

و كقول الآخر:

فلو كانت الأخلاق تحوي وراثة

و لو كانت الآراء لا تتشعّب‌

لأصبح كلّ الناس قد ضمّهم هوى‌

كما أنّ كلّ الناس قد ضمّهم أب‌

و لكنها الأقدار كلّ ميسّر

لما هو مخلوق له و مقرّب‌

اقتبس من لفظ الحديث الشريف: «اعملوا، كلّ ميسّر لما خلق له». و سار المتأخرون في هذا السبيل كالسبكي و التفتازاني و السيوطي و الاسفراييني و المغربي‌ [2]، غير أنّ الحموي ذكر رأيا جديدا نسبه الى العلماء و هو أن جعل الاقتباس نوعين: فما قام به الناثرون من الخطباء و المنشئين يسمى الاقتباس، و ما يتم على أيدي الشعراء في أشعارهم يسمى التضمين.

و ذلك أنّ العلماء في هذا الباب قالوا: «إنّ الشاعر لا يقتبس بل يعقد و يضمن، و أما الناثر فهو الذي يقتبس كالمنشئ و الخطيب» [3].

و ذكر الحموي أيضا أنّ الاقتباس من كتاب اللّه على ثلاثة أقسام: مقبول و مباح و مردود. فالاول: ما كان في الخطب و المواعظ و العهود و مدح النبي- صلّى اللّه عليه و سلّم- و نحو ذلك.

و الثاني: ما كان في الغزل و الرسائل و القصص.

و الثالث: على ضربين:


[1] الايضاح ص 419، التلخيص ص 423.

[2] عروس الافراح ج 4 ص 473، 509، المطول ص 471، المختصر ج 4 ص 509، الاتقان ج 1 ص 113، شرح عقود الجمان ص 166، الاطول ج 2 ص 250، مواهب ج 4 ص 509، التبيان في البيان ص 344، شرح الكافية ص 326.

[3] خزانة الادب ص 444.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست