و منه الاطناب بذكر الخاص بعد العام
و ذلك للتنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنسه تنزيلا للتغاير في الوصف منزلة
التغاير في الذات كقوله تعالى:مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ
جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ[2]، و قوله:حافِظُوا عَلَى
الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى[3]. و منه قول المتنبي:
و يكون على أنواع: منها دخول حرف
فأكثر من حروف التوكيد كقوله تعالى:إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ[5] و قوله:ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ
ذلِكَ لَمَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ[6].
و منها دخول الأحرف الزائدة كقوله
تعالى:
كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ
فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا[7]، و قوله:
أحدها: التوكيد المعنوي ب «كل» و «أجمع» و «كلا» و
«كلتا» كقوله تعالى:فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ
كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ[9]، و فائدته رفع توهم المجاز و عدم
الشمول.
ثانيها: التأكيد اللفظي و هو تكرار
اللفظ الأول إما بمرادفه نحو قوله تعالى:ضَيِّقاً حَرَجاً[10]، و إما بلفظه فيكون في الاسم و الفعل و الحرف و الجملة فالاسم نحو
قوله تعالى:قَوارِيرَا.
قَوارِيرَا[11] و
قوله:دَكًّا
دَكًّا[12].
و الفعل نحو قوله:فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً[13]. و اسم
الفعل نحو قوله:
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما
تُوعَدُونَ[14].
و الحرف نحو قوله تعالى:فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها[15]. و الجملة نحو قوله تعالى:فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
[1]تحرير ص
316، المصباح ص 80، نهاية الارب ج 7 ص 148، جوهر الكنز ص 218، الايضاح ص 196،
التلخيص ص 222، الطراز ج 3 ص 89، شروح التلخيص ج 3 ص 215، المطول ص 292، الاطول ج
2 ص 42.