اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 175
مفعولين بشرط ألّا يكون للإيجاد
كما سيأتي، و لا إيجاب نحو «جعلت للعامل كذا» أي أوجبت له، و لا ترتيب نحو «جعلت
بعض متاعي على بعض». و لا مقاربة، و هي من أخوات كاد.
(ب) أن تفيد التّصيير- و هو الانتقال من حالة إلى أخرى- نحو:
فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً فالهاء مفعول أوّل و هباء مفعول
ثان.
(2) من الأفعال النواسخ التي تفيد الشروع و تعمل عمل «كان» إلّا
أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعلية من مضارع رافع لضمير الاسم، و شذّ من شرط
المضارع قول ابن عبّاس «فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا» إذ جاء
الخبر ماضيا.
كما شذّ
مجيء الجملة الاسميّة خبرا ل «جعل» في قول الحماسي:
و
قد جعلت قلوص بني سهيل
من
الأكوار مرتعها قريب
فجملة
«مرتعها قريب» خبر لجعلت و هي جملة اسمية و هو شاذّ. و تستعمل «جعل» في الماضي، و
هو الأصل، و قد تستعمل في المضارع، حكى الكسائي:
«إنّ البعير ليهرم حتّى يجعل إذا شرب الماء مجّه» و فيه شذوذ وقوع
الماضي خبرا.
أمّا قول
أبي حيّة النّميري:
و
قد جعلت إذا ما قمت يثقلني
ثوبي
فأنهض نهض الشّارب الثّمل
ف «ثوبي»
بدل اشتمال من اسم جعل، تقديره: جعل ثوبي يثقلني، ففاعل يثقلني ضمير مستتر فيه، هكذا
خرّجوه و هو ظاهر التكلّف و البيت دليل على جواز كونه غير سببي، و ثوبي فاعل
يثقلني.
(3) أمّا كونها بمعنى أوجد فتتعدّى إلى مفعول واحد، مثل
وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ. المعنى أوجد و خلق لأنّها في
سياق قوله تعالى: