اسم الکتاب : المعجم المفصل في علم الصرف المؤلف : راجی اسمر الجزء : 1 صفحة : 37
و مما يدلّ، على أنّ الألف في «آل» بدل من الهمزة المبدلة من الهاء، أنّ العرب تجعل اللفظ، فيه بدل من
بدل، مختصّا بشيء بعينه؛ ألا ترى أنّ تاء القسم لمّا كانت بدلا من الواو المبدلة
من باء القسم لم تدخل إلّا على اسم «اللّه»، تعالى، و لم تدخل على غيره من الأسماء الظاهرة، و لا دخلت أيضا على
مضمر. و كذلك «أسنت الرّجل» لمّا كانت التاء فيه بدلا
من الياء المبدلة من الواو، لأنّ «أسنت» من
لفظ «السّنة»، و لام «سنة» واو، بدليل قولهم في جمعها: «سنوات»، جعلوها مختصّة بالدخول في السنة
الجدبة، و قد كان «أسنى» قبل ذلك عامّة، فيقال «أسنى الرجل» إذا دخل في السنة، جدبة أو
غير جدبة. فكذلك «آل» لمّا لم يضف إلّا إلى الشريف،
فيقال «آل اللّه» و «آل السلطان»، بخلاف «الأهل» الذي
يضاف إلى الشريف و غيره، دلّ ذلك على أنّ الألف فيه بدل من الهمزة المبدلة من
الهاء، كما تقدّم. و إنما خصّت العرب ما فيه بدل من بدل بشيء، لأنّه فرع فرع، و
الفروع لا يتصرّف فيها تصرّف الأصل، فكيف فرع الفرع.
و أبدلت أيضا من الهاء في «هل»، فقالوا:
«أل فعلت كذا» يريدون «هل فعلت كذا».
حكى ذلك قطرب، عن أبي عبيدة. و
الأصل «هل»، لأنّه الأكثر.
أراد «أهذا» فقلب
الهاء همزة، ثم فصل بين الهمزتين بألف.
فأمّا قولهم: «تدرأ» و «تدره» للدّافع عن قومه فليس أحد الحرفين
فيهما بدلا من الآخر، بل هما أصلان، بدليل مجيء تصاريف الكلمة عليهما. فقالوا «درأه» و «درهه» و «مدرأ» و
«مدره».
5- إبدال
الهمزة من العين
لم يجىء من ذلك إلّا قولهم «أباب»، في قولهم «عباب».
و الأصل العين لأنّ «عبابا» أكثر استعمالا من «أباب». قال[2]: