responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجم المفصل في علم الصرف المؤلف : راجی اسمر    الجزء : 1  صفحة : 261

إلى النفس في التقديم، كقولهم: «استحجر الطين» مأخوذ من الحجر، و «استنوق الجمل» و «استتيست الشاة» و «ترجّلت المرأة».

فهذه جملة الوجوه التي يكون بسببها أولى.

و ينبغي أن تعلم أنّ قولنا: «هذا اللفظ أولى بأن يكون أصلا من هذا الآخر» في جميع ما تقدّم إنّما تعني بذلك إذا استويا في كلّ شي‌ء، إلّا في تلك الرتبة التي فضّل بها. فأمّا إذا عرضت عوارض توجب تغليب غيره عليه، فالحكم للأغلب.

و اعلم أنّ الاشتقاق لا يدخل في سبعة أشياء، و هي الأربعة التي ذكرنا لا يدخلها تصريف، و ثلاثة من غيرها، و هي: الأسماء النادرة ك «طوبالة» [1]، فإنّها لندورها لا يحفظ لها ما ترجع إليه. و اللغات المتداخلة، نحو: «الجون» للأسود و الأبيض، للتناقض الذي بينهما، لا يمكن ردّ أحدهما إلى الآخر. و الأسماء الخماسيّة لامتناع تصرّف الأفعال منها، فليس لها من أجل ذلك مصادر.

و أصل الاشتقاق و جلّه إنّما يكون من المصادر. و أصدق ما يكون: في الأفعال المزيدة، لأنّها ترجع بقرب إلى غير المزيدة. و في الصفات كلّها، لأنّها جارية على الأفعال، أو في حكم الجارية. و في أسماء الزمان و المكان، المأخوذة من لفظ الفعل، فإنّها جارية عليه أيضا. و في الأسماء الأعلام، لأنّها منقولة في الأكثر، و قد تكون مشتقّة قبل النقل فتبقى على ذلك بعد النقل.

و أصعب الاشتقاق و أدقّه في أسماء الأجناس، لأنّها أسماء أول أوقعت على مسمّياتها، من غير أن تكون منقولة من شي‌ء. فإن وجد منها ما يمكن اشتقاقه حمل على أنّه مشتقّ، إلّا أنّ ذلك قليل فيها جدّا.

بل الأكثر فيها أن تكون غير مشتقّة، نحو «تراب» و «حجر» و «ماء»، و غير ذلك من أسماء الأجناس.

فممّا يمكن أن يكون منها مشتقا «غراب» فإنّه يمكن أن يكون مأخوذا من الاغتراب؛ فإنّ العرب تتشاءم به، و تزعم أنّه دالّ على الفراق. و كذلك «جرادة»، يمكن أن تكون مشتقّة من الجرد، لأنّ الجرد واقع منها كثيرا. و قد روي أنّ النابغة نظر، فإذا على ثوبه جرادة، فقال «جرادة تجرد، و ذات ألوان» [1]. فتطيّر و رجع عن حاجته.

فأما قول أبي حيّة النّميريّ‌ [2]:

و قالوا: حمام، قلت حمّ لقاؤها

و عاد لنا حلو الشبّاب، ربيح‌

و قول جران العود [3]:


[1] الطوبالة: النعجة.

1 ديوانه ص 3.

2 من قصيدة له في زهر الآداب ص 477، 478.

3 ديوانه ص 39.

اسم الکتاب : المعجم المفصل في علم الصرف المؤلف : راجی اسمر    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست