اسم الکتاب : المعجم المفصل في النحو العربي المؤلف : عزیزه فوال بابتی الجزء : 1 صفحة : 223
مفصولة مثل: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه» ارجع:
إلى «أن».
5- «ألّا» المؤلفة من «أن» التّفسيريّة
و «لا» النّاهية كقوله تعالى:قالَتْ يا أَيُّهَا
الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ
إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا في الأرضوَ أْتُونِي
مُسْلِمِينَ[1] و
التّقدير: أن مضمون الكتاب: لا تعلوا في الأرض مفسدين. فتكون «أن» المفسّرة و «لا» النّاهية.
و يجوز أن تكون «أن» مصدريّة و «لا» النّافية؛
فتكون «أن» و ما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع
بدلا من «كتاب»، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: مضمون الكتاب عدم علوّكم في الأرض
... أو هو منصوب على نزع الخافض و التّقدير: بألّا تعلوا و الأكثر الفصل بين «أن» التّفسيريّة و «لا» النّاهية،
كقوله تعالى:
فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تخافي و لاتَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ
رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا[2] و التّقدير: مناداتك هي: لا تحزني
فتكون «ألّا» مؤلّفة من «أن» مع
«لا» النّاهية و موصولة بها، و مثل: «بشّر المجتهدين أن لا يخافوا من
النتائج» و التّقدير: بشراهم: لا تخافوا.
إلّا
اصطلاحا: هي بمعنى «غير» و
تستعمل صفة لموصوف قبلها إذا كان الموصوف نكرة، أو معرفة يراد بها الجنس، مثل: «الإنسان غير الحيوان» أو إذا كان الموصوف
جمعا أو شبه جمع، كقوله تعالى:لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا[3] و
التّقدير: لو كان في الأرض و السّماء آلهة غير اللّه لفسدتا. فكلمة «إلّا» بمعنى «غير» و ليست أداة استثناء لأنه لو كانت
كذلك لأصبح المعنى: لو كان في الأرض و السّماء آلهة ليس ضمنها اللّه لفسدتا. و هو
غير المعنى المراد. و موصوف «إلّا» هو
كلمة «آلهة» نكرة حقيقيّة و معناها: جمع حقيقيّ
و مثل: «غيرك إلّا الصادق يستحقّ الثّواب» فكلمة
«إلّا» تصلح أن تكون لغير الاستثناء و
إلّا يكون المعنى: «غيرك يستحقّ الثّواب إلّا الصادق» و هو
غير المقصود و كلمة «إلّا» هي صفة للنّكرة الحقيقيّة «غيرك» و هي شبه جمع. و شبه الجمع هو ما كان لفظه مفردا و يدلّ على متعدّد و
مثل:
«يتوقّى غضب المعلم الفاشلون إلّا التلامذة» فكلمة «إلا» هي
بمعنى «غير» و ليست أداة استثناء و إلّا لكان
المعنى: يتوقّى الفاشلون غضب المعلم و التلامذة لا يتوقونه. و موصوف «إلّا» هو جمع حقيقيّ معرّف ب «أل» لكنّه
بحكم النكرة.
و اختلف في إعراب «إلّا» فمنهم من قال إنّها تقدّر عليها حركات الإعراب كلّها من رفع و نصب و
جر لأن «الألف» لا تقبل الحركة بل تقدّر عليها
الحركات كلّها للتّعذّر، و منهم من قال إنّها نعت لما قبلها و لا تقدّر عليها
الحركات، بل تنقل إلى المضاف إليه بعدها، فتكون «إلّا» نعتا
مضافا و ما بعدها مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة منع من ظهورها الحركة المنقولة
إليه من «إلّا».
و تختلف «إلّا» عن
«غير» الّتي بمعناها بأمرين:
الأول: أنه لا يجوز حذف موصوفها
فلا تقول:
«زارني إلّا سمير» بل تقول: «زارني غير سمير» و كذلك الجمل و الظّروف فإنّها تقع نعتا، و لا يجوز أن
تنوب عن المنعوت.
الثاني: لا تكون وصفا إلّا حيث
يصحّ الاستثناء فيصحّ القول: «عندي درهم إلا دانق» و كلمة «دانق» هي
كلمة فارسيّة تعني سدس الدّرهم،