قوله: هو مبدأ كل وجود، فيعقل من/ 23 ب ذاته ما هو مبدأ له.
و قوله: يعقل ذاته لذاته.
فقد فسر العقل بالإبداع فى موضع، و فسر العقل بالتجريد فى موضع[1]، و هذا تهافت لا يهتدى
إليه.
و أما النقض و الإلزام عليه
أقول: نصصت على اعتبارات ثلاث فى ذات واجب الوجود، و فسرت كل اعتبار
بمعنى صحيح، لا يفهم أحدها من الآخر، و ذلك تثليث[2] صريح، و تعالى أن يكون ثالث ثلاثة.
و ليس هذا تشنيعا بل إلزام التكثر فى ذاته، من حيث الاعتبار و
الاعتبار، كما لزم النصارى من حيث الأقنوم و الأقنوم.
و لا يغنيه اعتذاره عن كثرة الاعتبارات: ذلك لا يوجب اثنين فى الذات،
لأن ما به صح اعتذاره حتى نفى الاثنين، و هو تحصيل الأمرين،
[1]ذكر نصير الدين الطوسى فى رده على
الشهرستانى فى «مصارعالمصارع» نصا للشهرستانى يفيد نفس هذا المعنى، لكن يختلف معه فى
العبارات. قال فى ل 134:
(و قوله: يعقل ذاته بما يعتبر له أن له هوية مجردة، فقد فسر العقل
بالابداع، و هو أمر ايجابي، و فسر العقل بالتجريد فى موضع، و هو أمر سلبى، و هذا
تهافت.
هو فسر العقل بالابداع، فان كان بينهما تراخ، فكيف جعل الابداع
لغيره، و ان كان هو لغيره، فلا بد من أن يكون هو هو. فكيف يشعر بانه متأخر عن
تفسيره الذي هو هو).