أنه له ماهية مجردة [هى] ذاته، و أن ماهيته الجردة له ترفع ما به
كثرة الاعتبارات بذاته.
فما باله وضعها ثلاث اعتبارات، ثم رفعها بهذا التفسير، كالنصارى
يضعون[1] التثليث فى الأقانيم، و يرفعونه بالتوحيد فى الجوهر، و يقولون:
واحد بالجوهر، ثلاثة/ 24 أ بالأقنومية.
و ما زاد ابن سينا فى هذا البيان إلا إشكالا على إشكال، فإنه أدرج
لفظ الماهية فيه، [ف] أوهم أن له وجودا و ماهية وجود أوجبت أن تكون مجردة لذاتها،
و تجردها تعقلها[2]، و تعقلها[3] إبداعها.
فإن كان الوجود، و الماهية، و التجريد، و التعقل، و الإبداع، عبارات
مترادفة، فليقم بعضها مقام بعض، حتى يقال إن التجريد تعقل، و التعقل إبداع،
فالتجريد إبداع.
و إن كانت العبارات متباينة، فلتدل كل عبارة على معنى لا تدل عليه
العبارة الأخرى، و ذلك تكثر.
و أقول: من رأس أنت مطالب من جهة بعض أصحابك باثبات كون واجب الوجود
عالما، عاقلا، و معلوما، و معقولا.
و ما شرعت فى البرهان عليه إلا بقولك: هو معقول الماهية، فان طبيعة
الوجود و أقسامها لا يمتنع عليها أن تعقل، و هذه مصادرة على المطلوب.