عليه السلام: «وَ اصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا» و لا شك أن الحاجة إلى الغزل و النسج و الخياطة و البناء و
ما يجرى مجراها أشد من الحاجة إلى الدرع. و توقيفها على استخراجها بالتجربة خطر
عظيم للخلق فوجب بعثة الأنبياء لتعليمها.
و ثانى عشرها: أنه لا بد فى المعيشة
من علمى الأخلاق و السياسة.
فلا بد من البعثة لتعليمها و لهذا قال اللّه
تعالى لنبيه عليه السلام: «خُذِ الْعَفْوَ وَ
أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ». و قال: «إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ». و قال تعالى: «فَبِما رَحْمَةٍ
مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ» و قوله: «وَ إِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» فقد ظهرت فوائد البعثة من هذه الوجوه.