أما اللذات العقلية فقد اثبتها الفلاسفة، و
الباقون ينكرونها. لنا أن اللذة، و الألم من توابع اعتداد المزاج و تنافره و ذلك
لا يعقل إلا فى الجسم، و هو ضعيف لأنه يقال: هب أن اعتدال المزاج يوجب اللذة، لكن
لا يلزم من انتفاء السبب الواحد انتفاء المسبب. و المعتمد أن تلك اللذة إن كانت
قديمة، و هى داعية إلى فعل الملتذ به، وجب أن يكون موجدا للملتذ به قبل أن أوجده
لأن الداعى إلى إيجاده قبل ذلك موجود، و لا مانع لكن إيجاد الشيء قبل ايجاده
محال، و إن كانت حادثة كان محل الحوادث.
قالت الفلاسفة هذه الدلالة لا تبطل الألم.
و أما اللذة فنحن لا نقول إنه يلتذ بخلق شيء
آخر، لكنا ندعى