إن التحيز صفة حالة فى الشيء فالتحيز هو
الصورة، و محله هو الهيولى. و احتج عليه بناء على نفى الجوهر الفرد بأن الجسم فى
نفسه واحد، و هو قابل للانفصال. و القابل للشىء موجود مع المقبول لا محالة و
الاتصال لا يبقى مع الانفصال. فالقابل للانفصال شيء مغاير للاتصال.
جوابه لم لا يجوز أن يقال الانفصال هو التعدد و
الاتصال هو الوحدة. فالجسم إذا انفصل بعد اتصاله، كان معناه: إنه صار متعددا بعد
أن كان واحدا فالطارى و الزائل هو الوحدة و التعدد، و هما عرضان و المورد هو
الجسم.
مسئلة:
زعم ضرار و النجار: أن ماهية الجسم مركبة من
لون، و طعم، و رائحة، و حرارة، و برودة، و رطوبة، و يبوسة، و هو باطل. لأن
المتحيزات متساوية فى ماهية التحيز، و متباينة بألوانها، و طعومها، و روائحها، و
ما به الاشتراك غير ما به الامتياز. فالتحيز ماهية مغايرة لهذه الصفات.