و ثانيهما: أن أظهر الأشياء
للانسان و أقربها منه هويته التى يشير إليها كل أحد بقوله: انا ثم ان العقلاء
اختلفوا فيها اختلافا لا يكاد يمكن الجزم بواحد منها.
فمنهم من قال: هو هذا الهيكل المحسوس.
و منهم من قال: أجسام سارية فيه.
و منهم من قال: جزء لا يتجزأ فى القلب.
و منهم من قال: المزاج.
و منهم من قال: النفس الناطقة.
و اذا كان علم الإنسان بأظهر الأمور له و أقربها
منه كذلك، فكيف يكون حاله فى معرفة أخفى الأمور و أبعدها مناسبة عنه؟.
و الجواب عن الأول: أنه نظرى و التسلسل غير لازم
لأن لزوم النتيجة عن المقدمتين اذا كان ضروريا و كانتا ضروريتين: اما ابتداء أو
بواسطة شأنها كذلك و عنده علم ضرورى بأن اللازم عن الضرورى