الحدث كما هو ظاهر شارح المواقف [١] والمحكيّ عن بعض. [٢]
لنا عقلا : أنّ كلّ واحد من الصفات الكماليّة كالعلم والحياة والقدرة صفة كمال لا يقتضي ثبوتها على وجه العينيّة نقص صاحبها ، وكلّ ما هو كذلك فهو ممكن وثابت له تعالى على وجه الوجوب.
أمّا الصغرى : فبالوجدان.
وأمّا الكبرى : فلعدم المانع عقلا ونقلا ؛ لعدم الاستحالة فيه ، واقتضاء عدم الثبوت نقص الذات في مرتبة الذات والصفات وإن ترتّب عليها آثارها في مقام الفعل ، وذلك مناف لوجوب الوجود ، كما لا يخفى.
ونقلا : قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[٣] و ( وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[٤] و ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى )[٥] و ( هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )[٦] إلى غير ذلك من الآيات.
وما روي عن الرضا 7 أنّه قال بعد السؤال عن علمه تعالى قبل الأشياء : « إنّ الله هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء ». [٧]
وما روي عن الصادق 7 أنّه قال ـ بعد سؤال الزنديق ـ : « هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آلة ، بل يسمع ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنّه سميع بنفسه أنّه شيء والنفس شيء آخر ، ولكنّي أردت عبارة عن نفسي ؛ إذ كنت مسئولا ، وإفهاما لك ؛ إذ كنت سائلا ، فأقول : يسمع بكلّه لا أنّ كلّه له بعض لأنّ الكلّ لنا [ له ]
[١] « شرح المواقف » ٨ : ٤٤ ـ ٤٩. [٢] حكي عن طائفة من المعتزلة. انظر « الفرق بين الفرق » : ٩٣ ـ ٩٤ ؛ « كشف المراد » : ٢٩٢ ؛ « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : ٣٢٧. [٣] البقرة (٢) : ٢٠ ؛ آل عمران (٣) : ١٦٥ ؛ النحل (١٦) : ٧٧ ؛ النور (٢٤) : ٤٥. [٤] البقرة (٢) : ٢٨٢ ؛ النساء (٤) : ١٨٦ ؛ النور (٢٤) : ٣٥ ؛ الحجرات (٤٩) : ١٦. [٥] الأعلى (٨٧) : ٧. [٦] البقرة (٢) ٢٥٥ ؛ آل عمران (٣) : ٢. [٧] « التوحيد » : ١٣٦ باب العلم ، ح ٨ ؛ « عيون أخبار الرضا » : ١١٨ ، الباب ١١ ، ح ٨.