الأمر الرابع : أنّه اتّفقوا على أنّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون.
وأمّا الجنّ فإنّهم يأكلون ويشربون. قال 7 : « الروث والعظم زاد إخوانكم من الجنّ » [١] وأيضا فإنّهم يتوالدون ، قال تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي )[٢] والله أعلم.
وفي البحار في باب نهك العظام : « والظاهر أنّ الجنّ يشمّون العظم فإذا استقصي لا يبقى شيء لاستشمامهم ، فيسرقون من البيت » [٣].
واختلف في أنّ الشياطين من جنس الجنّ أم طائفة مستقلّة.
قال في البحار حاكيا عن القاضي عياض : « الأكثر على أنّه أبو الجنّ كما أنّ آدم أبو البشر » [٤].
وعن محمّد بن كعب القرظي أنّه قال : « الجنّ مؤمنون ، والشياطين كفّار ، وأصلهم واحدا » [٥].
أقول : يستفاد من ظاهر قوله تعالى : إنّه ( كانَ مِنَ الْجِنِ )[٦] أنّ الشيطان من الجنّ.
وفي الخبر : « أنّ الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم » [٧].
الأمر الخامس : في أنّ الجنّ مختارون ولا يعلمون الغيب ؛
إذ قد بيّن الله عزّ وجلّ في كتابه أنّهم بقوا في قيد سليمان وحبسه بعد موته مدّة وهم ما كانوا يعلمون موته ، وذلك يدلّ على أنّهم لا يعلمون الغيب.
[١] نفس المصدر : ٣٣٢. [٢] الكهف (١٨) : ٥٠. [٣] « بحار الأنوار » ٦٣ : ٤٢٦ ، ح ١. [٤] نفس المصدر ٦٠ : ٣٠٨. [٥] نفس المصدر : ٣٠٩. [٦] الكهف (١٨) : ٥٠. [٧] « الكافي » ٨ : ١١٣ ؛ « عوالي اللآلئ » ١ : ٢٧٣ ، ح ٩٧.