وعنه 7 أنّه قال : « إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ خلق الأرض فأمر الحوت فحملتها ، فقالت : حملتها بقوّتي ، فبعث الله حوتا قدر شبر ، فدخلت في منخرها فاضطربت أربعين صباحا ، فإذا أراد الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يزلزل أرضا تراءت لها تلك الحوتة الصغيرة ، فزلزلت الأرض فرقا » [١].
« وعن أحدهم : أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمر الحوت بحمل الأرض وكلّ بلدة من البلدان على فلس من فلوسه ، فإذا أراد الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يزلزل أرضا ، أمر الحوت أن يحرّك ذلك الفلس ، فيحرّكه ، ولو رفع الفلس لانقلبت الأرض بإذن الله » [٢].
وفي « العلل » عن فاطمة 8 أنّه قالت : « أصابت الناس زلزلة في عهد أبي بكر » وساقت الحديث إلى قولها : فقال لهم 7 : « كأنّكم قد هالكم ما ترون قالوا : وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قطّ؟! قالت : فحرّك شفتيه ، ثمّ ضرب الأرض بيده ، ثمّ قال : مالك؟ اسكني فسكنت فقال : أنا الرجل الذي قال الله عزّ وجلّ : ( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها* وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) وأنا الإنسان الذي يقول لها : مالك؟ ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها )[٣] إيّاي » [٤].
المطلب الرابع : في قسمة المعمور من الأرض بالأقاليم السبعة
اعلم أنّه قد أفاد في « البحار » أنّ الدائرة العظيمة ـ التي تحدث على سطح الأرض إذا فرض معدّل النهار قاطعا للعالم الجسمانيّ ـ تسمّى خطّ الاستواء ، وإذا فرضت عظيمة أخرى على وجه الأرض تمرّ بقطبيها انقسمت الأرض بهما أرباعا أحد القسمين الشماليّين هو الربع المسكون ، والباقية إمّا غامرة في البحار ، أو عامرة