ومعنى الفتق بعد الرتق الفصل بعد الوصل بجعل كلّ منهما سبعا ، أو فتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات كما في الخبر [٢] ، أو الرتق مجاز عن العدم ، والفتق مجاز عن الوجود.
والمراد بخلق الأرض في يومين مقدارهما ، أو أنّه خلق لها أصلا مشتركا ، ثمّ خلق لها صورا صارت بها أنواعا.
ويستفاد من بعض الأخبار أنّه كان عرش الله على الماء فأحدث الله في ذلك الماء سخونة ارتفع منه زبد ودخان ، فأحدث من الزبد الأرض ، ومن الدخان السماوات [٣].
والتناقض الظاهريّ ـ المستفاد من الآيات بدلالة بعضها على تقدّم خلق الأرض على السماء وبعضها بالعكس ـ مدفوع بأنّ خلق الأرض متقدّم ، ودحوها متأخّر ، كما يشهد عليه قوله تعالى : ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها )[٤].
وعن أبي جعفر الثاني 7 أنّه قال : « إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته ، ثمّ خلق محمّدا وعليّا وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع
[١] « مفاتيح الغيب » ٩ : ١٣٦ ، ذيل الآية ٤ من سورة السجدة (٣٢). [٢] « مجمع البيان » ٧ : ٨٢ ، ذيل الآية ٣٠ من سورة الأنبياء (٢١) ؛ « تفسير علي بن إبراهيم » ٢ : ٦٩ ـ ٧٠ ؛ « الكافي » ٨ : ٩٥ ، ذيل الحديث ٦٧ ؛ « الاحتجاج » ٢ : ١٨١ ـ ١٨٢ ، ح ٢٠٧. [٣] « تفسير عليّ بن إبراهيم » ١ : ٣٢٩. [٤] النازعات (٧٩) : ٣٠.