خَلَقَ )[١] احتجّ على علمه تعالى بما في القلوب من الدواعي والعقائد والخواطر بكونه خالقا لها على طريق ثبوت اللازم ، أعني العلم بثبوت ملزومه ، أعني الخلق ، وفي أسلوب الكلام إشارة إلى أنّ كلاّ من اللزوم وثبوت الملزوم واضح لا ينبغي أن يشكّ فيه ؛ ولهذا استدلّ بالآية على عدم كون العبد خالقا لأفعاله على طريق نفي الملزوم ـ أعني خلقه ـ بنفي اللازم ، أعني علمه بتفاصيلها.
وبلفظ الفعل قوله تعالى : ( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ )[٥]( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ )[٦] والله تعالى يريد الإيمان وسائر الطاعات اتّفاقا ، فيجب أن يكون موجدها هو الله تعالى.
وحمل الكلام على أنّه يفعل ما يريد فعله عدول عن الظاهر.
وبغير ما ذكر قوله : ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ )[٧]( وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ )[٨]( كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ )[٩]( أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى )[١٠]( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )[١١]( ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ )[١٢] إلى غير ذلك.