وما يقال ـ [ من ] [١] أنّ كون العالم مصنوعا علّة لكون الواجب صانعا أي لهذا الوجود الرابطي لا الأصل ـ فاسد ؛ لكون الأمر بالعكس ، كما لا يخفى.
نعم ، هو علّة في الإثبات لا الثبوت [٢] وليس الوجه دفع ورود الاعتراض على ذكر « الواجب » بأنّ ما هو واجب فهو موجود بالضرورة ، فلا حاجة إلى إثباته ؛ [٣] إذ [٤] ليس المراد من الواجب ما هو كذلك في نفس الأمر ، بل ما فرض كونه كذلك ، فيكون المقصود إثبات أنّ لهذا المفهوم فردا في الخارج ، وليس كالمفهومات الفرضيّة التي لا تحقّق لها فيه. ولا شكّ أنّ هذا ليس بديهيّا ، بل يحتاج إلى البرهان في إثباته.
( و ) في إثبات ( صفاته ) الثبوتيّة الحقيقيّة التي هي عين الذات ( وآثاره ) المترتّبة عليه في مقام الفعل كالصفات الإضافيّة ( وفيه فصول ) :
[١] انظر « شوارق الإلهام » ٢ : ٤٩٩. [٢] أي وجه اختيار كلمة « الصانع » دون « واجب الوجود » مثلا. [٣] انظر « شوارق الإلهام » ٢ : ٤٩٤. [٤] هذا تعليل لقوله : « وليس الوجه ».