فأمّا العلم الخاصّ فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقرّبين وأنبياءه المرسلين. وأمّا علمه العامّ فإنّه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقرّبين وأنبياءه المرسلين. وقد وقع إلينا عن رسول الله 9 » [١].
وعن أبي جعفر 7 أنّه قال : « إنّ لله لعلما لا يعلمه غيره ، وعلما يعلمه ملائكته المقرّبون وأنبياؤه المرسلون ، ونحن نعلمه ». [٢]
وعنه 7 أنّه قال في العلم : « هو كيدك [٣] منه » [٤].
وعن الرضا 7 أنّه قال بعد السؤال عن علمه تعالى قبل الأشياء : « إنّ الله هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء » [٥].
وعن الصادق 7 أنّه قال بعد سؤال الزنديق : « هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنّه سميع بنفسه أنّه شيء والنفس شيء آخر ، ولكنّي أردت عبارة عن نفسي ؛ إذ كنت مسئولا ، وإفهامك ؛ إذ كنت سائلا ، فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ له بعضا لأنّ الكلّ لنا بعض ، ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك كلّه إلاّ أنّه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى » [٦] إلى غير ذلك من الأخبار ، كما سيأتي الإشارة إليها إن شاء الله تعالى.
وبالجملة ، فإلى بعض ما ذكرنا أشار المصنّف ; بقوله : ( والإحكام ، والتجرّد ، واستناد كلّ شيء إليه دلائل العلم ، والأخير عامّ ) فقد نظمت ذلك بقولي :
[١] نفس المصدر : ١٣٨ ، ح ١٤. [٢] نفس المصدر ، ح ١٥. [٣] بمعنى أنّ العلم كمال له تعالى كما أنّ يدك كمال لك. ( منه ; ). [٤] في المصدر : « وهو كيدك منك ». [٥] « التوحيد » : ١٣٦ باب العلم. [٦] « الكافي » ١ : ٨٣ باب إطلاق القول بأنّه شيء ، ح ٦ و: ١٠٩ باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح ٢ ؛ « التوحيد » : ١٤٢ ـ ١٤٥ باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ح ١٠.