responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 49

المبحث الأوّل :

في التوحيد

بمعنى أن يعرف أنّ الله تعالى واحد في الربوبيّة ، ولا شريك له في المعبوديّة ، ويتبعه النظر في الصفات من الثبوتيّات والسلبيّات.

ويكفي في هذا المقام ما يغني عن الخوض في مباحث الكلام ، من إمعان النظر في الآثار ، واختلاف الليل والنهار ، ونزول الأمطار ، وجري الأنهار ، وركود البحار ، وحركة السماء ، واضطراب الهواء ، وتغيّر الأشياء ، وإجابة الدعاء ، وما نزل على سالف الأُمم من البلاء ، وإيجاد الموجودات ، وصنع المصنوعات ، وتكوين الأبدان ، وتقضّي الزمان ، واستقامة النظام ، واصطكاك الغمام.

وكفى بصنع الإنسان فضلاً عن سائر أنواع الحيوان دليلاً قاطعاً ، وبرهاناً ساطعاً ، خلقه من تراب ، ثمّ أودعه الأصلاب نطفةً ، ثمّ علقة ، ثمّ مضغة ، ثمّ عظاماً ، ثمّ كسا العظام لحماً ، ثمّ أخرجه خلقاً سويّاً ، وخلق له لبناً صافياً ، وجعله غذاءً وافياً ، ينجذب إذا جذبه ، ويحتبس إذا رفع فمه ، ولولاه لم يتغذّ بمأكول ولا مشروب ؛ للطافة بدنه ، وضعف هاضمته ، وأودع محبّته في قلب امّه ، فتحمّلت سهر الليل ، وثقل الحمل ، وكلفة التطهير والغسل.

ثمّ لمّا كملت قوّته ، وعظمت إلى ما غلظ من المأكل حاجته ، خلق له أسناناً يقتدر بها على طحن المأكول ، وجعلها على مبدأ الدخول ، وألهمه الفكر الصحيح ، وعلّمه

اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست