اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 286
وقوله : «إنّما الأعمال بالنيّات» [١] وقوله : «إنّما لكلّ امرئ ما نوى» [٢] ونحو ذلك.
وهذه الأخبار
يمكن أن يراد بالنيّة فيها المعنى الأخصّ ، وهي المقرونة بقصد القربة ، وبالعمل
العبادة بالمعنى الأخصّ أيضاً ، فيكون النفي على حاله ؛ وأن يُراد المعنى الأعمّ ،
فتعمّ العبادات والمعاملات ، ويكون النفي نفي الصحّة ؛ لأنّه أقرب إلى حقيقة النفي
من نفي الكمال.
ومن جملة ما
دلّ على مزيّتها وشدّة العناية بها قوله عليهالسلام : «نيّة المؤمن خير من عمله» [٣] ، وفي رواية :
«أفضل من عمله» [٤] ، وفي أُخرى : «أبلغ من عمله» [٥].
وأورد بعضهم
إشكالاً في المقام حاصله : أنّه كيف تكون النيّة أفضل من العمل ، مع أنّه المتضمّن
للتعب والمشقّة ، وأفضل الأعمال أحمزها [٦] ، مضافاً إلى أنّه المقصود بالأصالة والنيّة من التوابع
، مع أنّ مدح العاملين والعابدين والمصلّين والراكعين والساجدين ونحوه مبنيّ على
العمل [٧].
وفيه مع ما فيه
من أنّ المراد بالأحمز المجانس وما استند إلى الذات ، وأنّه لا مانع من أفضليّة
التابع على المتبوع من غير وجه التبعيّة ، وأن زيادة المدح لا تستلزم الأفضليّة ،
مضافاً إلى أنّه ربّما كان بسبب النيّة أنّه يمكن توجيهه بوجوه عديدة.
أوّلها : أنّ
المراد به أنّ نيّة المؤمن بلا عمل خير من عمله بلا نيّة.
ثانيها : أنّه
عامّ مخصوص ، والمراد به أنّ نيّة الأعمال الكبار خير من الأعمال الصغار.
ثالثها : أنّ
النيّة قد تتعلّق بالاستدامة على العمل ، فيُثاب عليها بذلك النحو ،