responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع المقاصد في شرح القواعد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 2  صفحة : 260

كذلك، (1).


[1] الجهر و الإخفات حقيقتان متضادتان،- كما صرّح به المصنّف في النّهاية- [1] عرفيتان، يمتنع تصادقهما في شي‌ء من الأفراد، و لا يحتاج في كشف مدلولهما إلى شي‌ء زائد على الحوالة على العرف.

و ربّما وقع في عبارات الفقهاء التنبيه على مدلولهما من غير التزام، لكون ذلك التّنبيه ضابطا، فتوهم من زعم أنّ مرادهم من ذلك الضّابط أنّ بينهما تصادقا في بعض الأفراد، و بطلانه معلوم، فإنّ تعيّن الجهر في بعض الصلوات و الإخفات في بعض آخر بحيث لا يجزئ في كل من البعضين إلّا ما عيّن له يقتضي عدم التصادق.

و ما وقع في عبارة المصنّف من قبيل ما ذكرناه، فقوله: (أقل الجهر إسماع القريب تحقيقا أو تقديرا) يريد بالقريب: من يعد كذلك عرفا و إسماعه تحقيقا، حيث لا مانع له، و تقديرا مع المانع كصمم أو صوت نحو الماء و الهواء.

و ينبغي أن يزاد فيه قيد آخر و هو تسميته جهرا عرفا، و ذلك بأن يتضمن إظهار الصوت على الوجه المعهود.

و أكثر الجهر المجزئ في القراءة ما لم يبلغ العلو المفرط، و حدّ الإخفات إسماع نفسه تحقيقا مع عدم المانع و تقديرا معه.

و لا بدّ من زيادة قيد آخر، و هو تسميته مع ذلك إخفاتا بأن يتضمّن إخفاء الصوت و همسه، و إلّا لصدق هذا الحدّ على الجهر، و ليس المراد إسماع نفسه خاصّة لأنّ بعض الإخفات قد يسمعه القريب و لا يخرج بذلك عن كونه إخفاتا، و لا يجزئ في الإخفات مثل حديث النّفس، و رواية عليّ بن جعفر، عن أخيه عليه السّلام بذلك محمولة على ما إذا كان في موضع تقيّة [2]، كما دلّت عليه مرسلة محمّد بن أبي حمزة، عنه عليه السّلام [3]، و نبّه على ما قلناه رواية زرارة، عن الباقر عليه السّلام قال: «لا يكتب من القراءة و الدعاء الّا ما أسمع نفسه» [4].


[1] نهاية الأحكام 1: 470- 471.

[2] التهذيب 2: 97 حديث 365، الاستبصار 1: 321 حديث 1196.

[3] التهذيب 2: 97 حديث 366، الاستبصار 1: 321 حديث 1197.

[4] الكافي 3: 313 حديث 6، التهذيب 2: 97 حديث 363، الاستبصار 1: 320 حديث 1194.

اسم الکتاب : جامع المقاصد في شرح القواعد المؤلف : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    الجزء : 2  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست