بمعناها في التّكبير، و في الذّكرى: أنّه لو تعذّر إفهامه جميع معانيها أفهم البعض
و حرك لسانه به، و أمر بتحريك اللسان بقدر الباقي تقريبا، و إن لم يفهم معناه
مفصلا قال:
و هذه لم أر
فيها نصّا صريحا[1]، فمقتضى كلامه وجوب فهم معاني القراءة مفصّلا و هو مشكل،
إذ لا دليل على وجوب ذلك على الأخرس و لا غيره، و لو وجب ذلك لعمت البلوى أكثر
الخلائق.
و الّذي
يظهر لي أنّ مراد القائلين بوجوب عقد قلب الأخرس بمعنى القراءة من الأصحاب وجوب
القصد بحركة اللّسان إلى كونها حركة للقراءة، إذ الحركة صالحة لحركة القراءة و
غيرها، فلا تتخصص إلا بالنيّة، كما نبهنا عليه في جميع الأبدال السّابقة، و قد
صرّح المصنّف بذلك في المنتهى فقال: و يعقد قلبه لأنّ القراءة معتبرة و قد تعذرت،
فيأتي ببدلها و هو حركة اللّسان[2]، و لا يكون بدلا
إلا مع النّية، و رواية السّكوني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «تلبية
الأخرس، و تشهده، و قراءته للقرآن في الصلاة، تحريك لسانه و إشارته بإصبعه»[3] دلّت على
اعتبار الإشارة بالإصبع في حصول ذلك، و لا بأس به لعدم المنافي.
و على هذا
فينسحب في الباقي الأذكار كتكبيرة، نظرا إلى أنّ البدلية منوطة بحكم الشّارع، و قد
جعل لإشارته بإصبعه دخلا في البدلية عن نطقه فيتوقّف الثّبوت عليها، و لا فرق بين
الأخرس و من عجز عن النطق لعارض، و كذا من عجز عن النطق ببعض القراءة و إن قل.
و لا يخفى
أنّه يجب بذلك الجهد في تحصيل النطق، و لو في البعض بحسب المقدور.
و من يبدل
حرفا بغيره أو إعرابا أو بناء، أو يدغم في غير موضعه و نحوهم يجب عليهم بذل الجهد
في إصلاح اللّسان، و لا يصلّون و في الوقت سعة مهما أمكن التّعلم، و مع اليأس
يأتون بمقدورهم.