يختار البليغ للتعبير عما فى نفسه طريقا من طرق ثلاث؛ فهو تارة يوجز،
و تارة يسهب، و تارة يأتى بالعبارة بين بين، على حسب ما تقتضيه حال المخاطب و يدعو
إليه موطن الخطاب، و نريد هنا أن نشرح هذه الطرق الثلاث، و سنبدأ بالمساواة لأنها
الأصل المقيس عليه.
[2]المنتأى: موضع البعد و هو اسم مكان من انتأى
عنه أى بعد: يخاطب النابغة الذبيانى النعمان بن المنذر و يشبهه فى حال سخطه بالليل
فى أنه يعم كل موطن، و ذلك لسعة ملك النعمان و بسطة نفوذه فلا يفلت منه أحد.
[3]من لم تزود: أى من لم تعطه زادا، و الزاد: طعام
المسافر، يقول: إن عشت فستعلمك الأيام ما لم تكن تعلم، و يأتيك بالأخبار من لم
توجهه فى طلبها.
اسم الکتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية المؤلف : علی جارم الجزء : 0 صفحة : 239