responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 8

1 مسألة [الاختلاف في أصل اشتقاق الاسم‌] [1]

ذهب الكوفيون إلى أن الاسم مشتق من الوسم- و هو العلامة- و ذهب البصريون إلى أنه مشتق من السّموّ- و هو العلوّ-.

أما الكوفيون فاحتجوا بأن [2] قالوا: إنما قلنا إنه مشتق من الوسم لأن الوسم في اللغة هو العلامة، و الاسم وسم على المسمّى، فصار كالوسم عليه؟ فلهذا قلنا: إنه مشتق من الوسم، و لذلك قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: الاسم سمة توضع على الشي‌ء يعرف بها. و الأصل في اسم وسم، إلا أنه حذفت منه الفاء التي هي الواو في وسم، و زيدت الهمزة في أوله عوضا عن المحذوف، و وزنه إعل؛ لحذف الفاء منه.

و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه مشتق من السّموّ لأن السّموّ في اللغة هو العلوّ، يقال: سما يسمو سموّا، إذا علا، و منه سمّيت السماء سماء لعلوّها، و الاسم يعلو على المسمّى، و يدل على ما تحته من المعنى، و لذلك قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد: الاسم ما دلّ على مسمّى تحته، و هذا القول كاف في الاشتقاق، لا في التّحديد، فلما سما الاسم على مسمّاه و علا على ما تحته من معناه دلّ على أنه مشتق من السّموّ، لا من الوسم.

و منهم من تمسك بأن قال: إنما قلنا إنه مشتق من السّموّ و ذلك لأن هذه الثلاثة الأقسام‌ [2]- التي هي الاسم و الفعل و الحرف- لها ثلاث مراتب؛ فمنها ما


[1] انظر في هذه المسألة: لسان العرب (س م و) و شرح موفق الدين بن يعيش على مفصل الزمخشري (ص 26 ط أوربة) و كتاب «أسرار العربية» لصاحب الإنصاف (ص 3 ليدن) و أوضح المسالك لابن هشام (شرح الشاهد رقم 5 بتحقيقنا).

[2] اقرأ كلمة «الثلاثة» بالنصب على أنها بدل من اسم الإشارة، و اقرأ كلمة «الأقسام» بالنصب أيضا على أنها بدل من الثلاثة، و لا تضف الثلاثة إلى الأقسام كما كنت تضيف لو قلت «ثلاثة الأقسام» فإن إضافة اسم العدد المقترن بأل إلى المعدود المقترن بها أيضا مذهب كوفي يرى المحققون من النحاة أنه بمعزل عن السماع و القياس.

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست