responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 44

[27] 6 مسألة [في رافع الاسم الواقع بعد الظرف و الجار و المجرور] [1]

ذهب الكوفيون إلى أن الظرف يرفع الاسم إذا تقدم عليه، و يسمون الظرف المحلّ، و منهم من يسميه الصفة، و ذلك نحو قولك «أمامك زيد، و في الدار عمرو» و إليه ذهب أبو الحسن الأخفش في أحد قوليه و أبو العباس محمد بن يزيد المبرد من البصريين، و ذهب البصريون إلى أن الظرف لا يرفع الاسم إذا تقدم عليه، و إنما يرتفع بالابتداء.

أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأن الأصل في قولك «أمامك زيد، و في الدار عمرو» حلّ أمامك زيد، و حلّ في الدار عمرو، فحذف الفعل و اكتفى بالظرف منه، و هو غير مطلوب، فارتفع الاسم به كما يرتفع بالفعل. و الذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه أن سيبويه يساعدنا على أن الظرف يرفع إذا وقع خبرا لمبتدأ، أو صفة لموصوف، أو حالا لذي حال، أو صلة لموصول، أو معتمدا على همزة الاستفهام أو حرف النفي، أو كان الواقع بعده «أنّ» التي في تقدير المصدر؛ فالخبر كقوله تعالى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ‌ [سبأ: 37] فجزاء مرفوع بالظرف، و الصفة كقولك «مررت برجل صالح في الدار أبوه»، و الحال كقولك «مررت بزيد في الدار أبوه» و على ذلك قوله تعالى: وَ آتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَ نُورٌ [فهدى و نور] مرفوعان بالظرف لأنه حال من الإنجيل، و يدل عليه قوله تعالى: وَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ‌ [المائدة: 46] فعطف‌ مُصَدِّقاً على حال قبله، و ما ذاك إلا الظرف، و الصلة كقوله تعالى: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‌ [الرعد: 43] و المعتمد


[1] انظر في هذه المسألة: مغني اللبيب لابن هشام (ص 423 بتحقيقنا) و انظر في بعض ما ذكره المؤلف شروح الألفية في مبحث وقوع الخبر ظرفا أو جارا و مجرورا (التصريح للشيخ خالد 1/ 198 و حاشية الصبان على الأشموني 1/ 193 بولاق) و شرح الرضي على الكافية (1/ 83) و شرح موفق الدين بن يعيش على مفصل الزمخشري (ص 108 أوربة).

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست