اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 299
و أما ما حكوه من قولهم «و امن حفر بئر
زمزماه» فهو من الشاذ الذي لا يقاس عليه، على أنا نقول: إنما جاء مع شذوذه هاهنا
لأنه كان معروفا، و هو عبد المطلب جدّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان قد عرف
بحفر بئر زمزم، و له يقول خويلد بن أسد:
[229]
أقول و ما
قولي عليكم بسبّة
إليك ابن
سلمى أنت حافر زمزم
حفيرة إبراهيم
يوم ابن هاجر
و ركضة جبريل
على عهد آدم
فقال عبد المطلب: ما وجدت أحدا ورث العلم
الأقدم غير خويلد بن أسد؛ فلما كان عبد المطلب معروفا بحفرها تنزّل الاسم الموصول
الدالّ عليه منزلة اسمه العلم، و اللّه أعلم.
[229] هذان البيتان لخويلد بن أسد بن عبد
العزى، كما قال المؤلف، و هو أبو عدي خويلد ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب،
أبو أم المؤمنين و صفية رسول رب العالمين السيدة خديجة بنت خويلد، و جد الزبير بن
العوام بن خويلد حواري سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ابن عمته صفية
بنت عبد المطلب، و «ابن سلمى» هو عبد المطلب بن هاشم جد سيدنا و مولانا محمد خاتم
الأنبياء و المرسلين، و أم عبد المطلب هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن
عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، و
إبراهيم: أراد به أبا الأنبياء إبراهيم خليل اللّه، و ابن هاجر: هو إسماعيل بن
إبراهيم الخليل، و هو الجد الأعلى لقريش، بل و للعرب جميعا، و الاستشهاد بالبيت في
قوله «إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم» فإنه يدل على أن عبد المطلب ابن هاشم- و هو
ابن سلمى- كان مشهورا بأنه حافر بئر زمزم، فإذا قال قائل «و امن حفر بئر زمزماه»
فكأنه قال: و اعبد المطلباه.
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 299