اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 263
44 مسألة [القول في إضافة العدد المركب
إلى مثله][12]
ذهب الكوفيون
إلى أنه لا يجوز أن يقال «ثالث عشر ثلاثة عشر».
و ذهب
البصريون إلى أنه يجوز أن يقال «ثالث عشر ثلاثة عشر».
أمّا
الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: أجمعنا على أنه لا يمكن أن يبنى من لفظ ثلاثة عشر
فاعل، و إنما يمكن أن يبنى من لفظ أحدهما، و هو العدد الأول الذي هو الثلاثة، و لا
يمكن أن يبنى من لفظ العدد الثاني- و هو العشر- فذكر العشر مع ثالث لا وجه له.
و أما
البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأن الأصل أن يقال «ثالث عشر ثلاثة
عشر» و قد جاء عن العرب، فإذا ساعده النقل و القياس- و هو الأصل- وجب أن يكون
جائزا.
و أما الجواب
عن كلمات الكوفيين: أما قولهم «إنه لا يمكن أن يبنى منهما فاعل، و إنما يمكن أن
يبنى من أحدهما» قلنا: هذا هو الحجة عليكم؛ فإنه لما لم يمكن أن يبنى منهما و بني
من أحدهما احتيج إلى ذكر الآخر؛ ليتميز ما هو واحد ثلاثة مما هو واحد ثلاثة عشر،
فأتى باللفظ كله، و اللّه أعلم.
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 263