ذهب الكوفيون
إلى أن «غير» يجوز بناؤها على الفتح في كل موضع [130] يحسن فيه «إلّا» سواء أضيفت
إلى متمكن أو غير متمكن، و ذلك نحو قولهم: ما نفعني غير قيام زيد، و ما نفعني غير
أن قام زيد.
و ذهب
البصريون إلى أنها يجوز بناؤها إذا أضيفت إلى غير متمكن، بخلاف ما إذا أضيفت إلى
متمكن.
أما الكوفيون
فاحتجوا بأن قالوا: إنما جوّزنا بناءها على الفتح إذا أضيفت إلى اسم متمكن أو غير
متمكن و ذلك لأن «غير» هاهنا قامت مقام «إلّا» و إلّا حرف استثناء، و الأسماء إذا
قامت مقام الحروف وجب أن تبنى، و هذا لا يختلف باختلاف ما يضاف إليه من اسم متمكن
كقولك: ما نفعني غير قيامك، أو غير متمكن كما قال:
[171]
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت
حمامة في غصون ذات أو قال
[171] هذا البيت قد استشهد به سيبويه (1/ 369)
و لم يعزه، و عزاه الأعلم إلى رجل من كنانة و لم يعينه، و استشهد به رضي الدين في
باب الاستثناء و في باب الظرف و قد شرحه البغدادي في الخزانة (2/ 45) و نسبه لأبي
قيس بن الأسلت، و أنشده ابن منظور (و ق ل) و لم يعزه، و استشهد به ابن هشام في
مغني اللبيب مرتين (رقم 262) فانظره في (ص 159 و 517) و الأوقال: الأعالي و هو
أيضا ثمار الدوم، و منه قالوا «توقل في الجبل» أي صعد و ارتفع. يقول الشاعر: لم
يمنعنا من التعريج على الماء إلا صوت حمامة ذكرتنا من نحب فهيجتنا و حثتنا على
السير، و موطن الاستشهاد فيه قوله «غير أن نطقت» فإن الرواية فيه بفتح «غير» مع
أنها فاعل لقوله «لم يمنع» فدل ذلك على أنه بناها على الفتح؛ قال الأعلم:-
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 233