اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 203
31 مسألة [القول في تقديم الحال على الفعل
العامل فيها][1]
ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز تقديم الحال على
الفعل العامل فيها مع الاسم الظاهر[2]، نحو: «راكبا جاء زيد» و يجوز مع
المضمر، نحو «راكبا جئت».
و ذهب البصريون إلى أنه يجوز تقديم الحال على
العامل فيها مع الاسم الظاهر و المضمر.
و أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا
لا يجوز تقديم الحال على العامل فيها، و ذلك لأنه يؤدي إلى تقديم المضمر على
المظهر، ألا ترى أنك إذا قلت:
«راكبا جاء زيد» كان في «راكبا» ضمير زيد، و
قد تقدم عليه، و تقديم المضمر على المظهر لا يجوز.
و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا
إنه يجوز تقديم الحال على العامل فيها إذا كان العامل فعلا نحو «راكبا جاء زيد»
للنقل و القياس:
أما النقل فقولهم في المثل «شتّى تؤوب الحلبة[3]» فشتّى: حال
مقدّمة على الفعل العامل فيها مع الاسم الظاهر، فدل على جوازه.
و أما القياس فلأن العامل فيها متصرف، و إذا
كان العامل متصرفا وجب أن يكون عمله متصرفا، و إذا كان عمله متصرفا وجب أن يجوز
تقديم معموله عليه، كقولهم «عمرا ضرب [113] زيد» فالذي يدل عليه أن الحال تشبّه
بالمفعول، و كما يجوز تقديم المفعول على الفعل، فكذلك يجوز تقديم الحال عليه.
و أما الجواب عن كلمات الكوفيين: قولهم «إنما
لم يجز تقديم الحال لأنه
[1] انظر في هذه المسألة: شرح الأشموني (3/
62 بتحقيقنا) و حاشية الصبان (2/ 159 بولاق) و تصريح الشيخ خالد (1/ 458) و شرح
المفصل (ص 234 و ما بعدها) و شرح الرضي على الكافية (1/ 187).
[2] يريد إذا كان صاحب الحال- الذي هو فاعل
الفعل مثلا- اسما ظاهرا.
[3] انظر المثل 1914 في مجمع الأمثال (1/ 358
بتحقيقنا).
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 203