responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 120

16 مسألة [القول في جواز التعجب من البياض و السواد، دون غيرهما من الألوان‌] [1]

ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يستعمل «ما أفعله» في التعجّب من البياض و السّواد خاصة من بين سائر الألوان، نحو أن تقول: هذا الثوب ما أبيضه، و هذا الشّعر ما أسوده. و ذهب البصريون إلى أن ذلك لا يجوز فيهما كغيرهما من سائر الألوان.

أما الكوفيون فاحتجّوا بأن قالوا: إنما جوّزنا ذلك للنقل، و القياس:

أما النقل فقد قال الشاعر:

[89]

إذا الرّجال شتوا و اشتدّ أكلهم‌

 

فأنت أبيضهم سربال طبّاخ‌

 

[89] روى صاحب اللسان (ب ى ض) هذا البيت كما رواه المؤلف، و لم يعزه لقائل معين، و رواه ابن يعيش (ص 847 و 1046) كذلك من غير عزو، و رواه في مجمع الأمثال (1/ 81 بتحقيقنا) و نسب قوم هذا البيت إلى طرفة بن العبد البكري من أبيات يهجو فيها عمرو بن هند الملك، لكنني رجعت إلى ديوان طرفة فوجدت فيه (ص 15) أبياتا يهجو فيها عمرو بن هند فيها كلمته التي يستشهد بها المؤلف، لكن رواية هذا البيت على غير ما جاء في اللسان و في كلام المؤلف، و هي هكذا:

أنت ابن هند فأخبر من أبوك إذا

 

لا يصلح الملك إلا كل بذاخ‌

إن قلت نصر فنصر كان شرفتى‌

 

قدما، و أبيضهم سربال طباخ‌

 

-


[1] انظر في هذه المسألة: شرح المفصل لابن يعيش (ص 847 و 1046) و شرح كافية ابن الحاجب للرضي (2/ 198) و أسرار العربية لصاحب الإنصاف (ص 51 ليدن) و قد بنى رضي الدين الكلام على أنه لا يبنى اسم التفضيل من فعل الألوان، جعل «أبيضهم، و أسودهم» أفعل تفضيل، و أنت ترى المؤلف يبني الكلام على أنه لا يبنى فعل التعجب من الفعل الدال على الألوان، ثم يستشهد بالشواهد التي تشتمل على أفعل التفضيل، و الخطب في ذلك سهل؛ لأنك تعلم أن كل ما يشترط في صوغ أفعل التفضيل هو بعينه يشترط في اشتقاق صيغ التعجب، و قد ذكر المؤلف نفسه ذلك، ثم انظر شرح الأشموني (4/ 254 بتحقيقنا) و حاشية الصبان (3/ 19 و 37) و التصريح للشيخ خالد (2/ 113- 116 بولاق) و لسان العرب (ب ى ض).

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست