اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 104
15 مسألة [القول في «أفعل» في التعجب، اسم هو
أو فعل؟][1]
ذهب الكوفيون إلى أن أفعل في التعجب نحو «ما
أحسن زيدا» اسم. و ذهب البصريون إلى أنه فعل ماض، و إليه ذهب أبو الحسن علي بن
حمزة الكسائي من الكوفيين.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على
أنه اسم أنه جامد لا يتصرف، و لو كان فعلا لوجب أن يتصرف؛ لأن التصرف من خصائص
الأفعال، فلما لم يتصرف و كان جامدا وجب أن يلحق بالأسماء.
[58] و منهم من تمسّك بأن قال: الدليل على
أنه اسم أنه يدخله التصغير، و التصغير من خصائص الأسماء، قال الشاعر:
[78]
ياما أميلح
غزلانا شدنّ لنا
من
هاؤليّائكنّ الضّال و السّمر
[78] استشهد بهذا البيت كثير من النحاة و أهل
اللغة منهم ابن منظور (م ل ح) و ابن يعيش (ص 1042) و الأشموني (رقم 735) و ابن
هشام في المغني (رقم 937) و الرضي، و شرحه البغدادي في الخزانة (1/ 45 و 4/ 95)، و
قد عثرت به ثاني ثلاثة أبيات في دمية القصر للباخرزي (ص 29 ط حلب) و قد نسبها إلى
بدوي اسمه كاهل الثقفي. و الغزلان: جمع غزال، و أصله ولد الظبية، و يشبه العرب به
حسان النساء، و شدن: أصله قولهم «شدن الظبي يشدن شدونا- من باب قعد» إذا قوي و
ترعرع و استغنى عن أمه، و هؤلياء: تصغير هؤلاء على غير قياس، و الضال: السدر
البري، واحدته ضالة، و السمر- بفتح السين و ضم الميم- شجر الطلح، واحدته سمرة، و
الاستشهاد بالبيت ههنا في قوله «أميلح» فإنه تصغير أملح، و أصل التصغير من خصائص
الأسماء، و لهذا قال الكوفيون إن صيغة أفعل في التعجب اسم بدليل-
[1] انظر في هذه المسألة: لسان العرب (م ل ح)
و شرح موفق الدين بن يعيش على المفصل
(1041) و شرح رضي الدين على كافية ابن الحاجب
(2/ 285) و شرح الأشموني (4/ 167 بتحقيقنا) و حاشية الصبان (3/ 16 بولاق) و التصريح
للشيخ خالد (2/ 108 بولاق) و مغني اللبيب لابن هشام (ص 682 بتحقيقنا) و سر العربية
[47] .
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 104