لَسَلَكْتُ وَادِيَ رَجُلٍ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً [خَالِصاً].
وَ عَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع لَوْ جَعَلْتُ الدُّنْيَا كُلَّهَا لُقْمَةً وَاحِدَةً لَقَّمْتُهَا مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ مُخْلِصاً [خَالِصاً] لَرَأَيْتُ أَنِّي مُقَصِّرٌ فِي حَقِّهِ وَ لَوْ مَنَعْتُ الْكَافِرَ مِنْهَا حَتَّى يَمُوتَ جُوعاً وَ عَطَشاً ثُمَّ أَذَقْتُهُ شَرْبَةً مِنَ الْمَاءِ لَرَأَيْتُ أَنِّي قَدْ أَسْرَفْتُ.
فهذه جملة الأدوية العلمية القالعة مغارس الرياء السادة مسام الهوى.
و أما الدواء العملي فإنه يعود نفسه إخفاء العبادات و يغلق دونها الأبواب كما يفعل بالفواحش و يقنع باطلاع الله و علمه و لا ينازع نفسه إلى طلب علم غير الله فلا دواء أنجح من ذلك.
وَ كَانَ عِيسَى ع يَقُولُ لِلْحَوَارِيِّينَ إِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ صَوْماً فَلْيُدَهِّنْ رَأْسَهُ وَ لِحْيَتَهُ وَ يَمْسَحْ شَفَتَيْهِ بِالزَّيْتِ لِئَلَّا يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ صَائِمٌ وَ إِذَا أَعْطَى بِيَمِينِهِ فَلْيُخْفِ عَنْ شِمَالِهِ وَ إِذَا صَلَّى فَلْيُرْخِ سَتْرَ بَابِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقْسِمُ الثَّنَاءَ كَمَا يَقْسِمُ الرِّزْقَ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ ثَلَاثَةً يُظِلُّهُمُ اللَّهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ رَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ وَ افْتَرَقَا عَلَيْهِ وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ صَدَقَةً فَأَخْفَاهَا عَنْ شِمَالِهِ وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ.
وَ رَوَى حَفْصُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ تَبَذَّلْ وَ لَا تَشَهَّرْ [تَشْتَهِرْ] وَ وَارِ شَخْصَكَ وَ لَا تُذْكَرْ وَ تَعَلَّمْ وَ اعْمَلْ وَ اسْكُتْ تَسْلَمْ تَسُرُّ الْأَبْرَارَ وَ تَغِيظُ الْفُجَّارَ وَ لَا عَلَيْكَ إِذَا عَرَّفَكَ