فاعلم أن
الأسرار كما ندب إليه في الابتداء كذلك ندب إليه فيما بعد الدعاء فعليك ببقائه على
إخفائه و لا تمحقه بإعلانه و توخ الخلوة عن الناس فإنها عون عظيم على ذلك و إن كنت
مع الناس ترى نفسك أيضا مخلصا لا يشوبك شائبة قط فذلك أعلى درجات المخلصين أن
يستوي غيبة الخلق و حضورهم عنده و إنما يتم ذلك بحقيقة المعرفة بالله و بالخلق- و
شرف النفس و علو الهمة فاستوى عنده وجودهم و عدمهم.
اسم الکتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي المؤلف : ابن فهد الحلي الجزء : 1 صفحة : 217