اسم الکتاب : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 141
الفرد منه، و هو المسلم المحكوم بطهره. و إخراج فرد المسلم منه و إن
لم يصرّح به، لكن يستفاد من وصفه بالطهر، و كأنّ هذا اللفط في قوة الاستثناء من
العموم المراد من اللفظ، أي إلّا أن يطهر المسلم، لكن كون (ما) استثنائيّة غير
واقع و إن دلّ عليه المقام.
[السادس: الكلب]
(و) السادس (الكلب) البرّي، و
على نجاسته إجماع الإماميّة، و قول النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «طهور
إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله»[1]، دليل على النجاسة،
و الأخبار به من طرقنا متضافرة[2].
و احترزنا
بالبرّيّ عن كلب الماء، فإنّه طاهر وفاقا للمصنّف في الذكرى[3]، حملا
للّفظ على المعهود الذي يتبادر إليه الذهن عند إطلاق اللفظ، فإنّ ذلك من علامات
الحقيقة.
و قيل: هو
نجس أيضا؛ لشمول اللفظ، و انقسام الكلب إليهما، و مورد التقسيم مشترك.[4].
و يندفع
بأنّ الانقسام أعمّ من الحقيقة، بل ربّما كان إلى ما هو أعمّ منها و من المجاز،
كما برهن عليه في محلّه.
[السابع و الثامن: الخنزير
البرّيّ و الكافر]
(و) السابع و
الثامن (أخواه) و هما: الخنزير البرّيّ دون البحري كما مرّ، و الكافر
أصليّا كان أم مرتدّا أم منتحلا للإسلام، جاحدا لبعض ضروريّاته كالناصب، و هو من
نصب العداوة لأهل البيت عليهم السّلام أو لأحدهم، نطقا و تصريحا، أو لزوما ككراهة
ذكرهم و نشر فضائلهم من حيث إنّها فضائلهم و العداوة لمحبّيهم بسبب محبّتهم.
أما تحقّقه
ببغضهم عليهم السّلام فلا إشكال فيه، أما ببغض محبيهم و عداوتهم لأجل ذلك؛
فلدلالته أيضا على بغض المحبوب، و قد روى الصدوق عن عبد اللّه بن سنان عن ابي عبد
اللّه عليه السّلام قال: «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت؛ لأنك لا تجد رجلا
يقول: أنا أبغض محمّدا و آل محمّد، و لكن الناصب من نصب لكم، و هو
[1]
صحيح مسلم 1: 234/ 91، 92، سنن أبي داود 1: 57/ 71، مسند أحمد 2: 427.