وَ كَمْ مَأْثَمٍ حَقّاً تَقَمَّصْتُ قِمْصَهُ
وَ كَمْ مِنْ يَدٍ حُسْنَى جَعَلْتُ مُسَاوِياً
وَ كَمْ صَهْوَةٍ فِي مُنْكَرٍ امْتَطَيْتُهَا
وَ كُنْتُ بِمَيْدَانِ الْهَوَى مُتَمَادِياً
وَ كَمْ مِنْ عُهُودٍ خُنْتُهَا مُتَعَمِّداً
وَ صِرْتُ بِهَا عَنْ قُرْبِ عَفْوِكَ قَاصِياً
وَ كَمْ لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ لَمْ أَخَفْ
عَوَاقِبَهَا بَلْ كُنْتُ فِيهَا مُوَالِياً
وَ كَمْ مِنْ هَوًى تَابَعْتُهُ فَأَضَلَّنِي
فَأَصْبَحْتُ مِنْ أَثْوَابِ سَخَطِكَ كَاسِياً
وَ كَمْ وَاجِبٍ ضَيَّعْتُهُ يَوْمَ شِقْوَتِي
وَ عَزْمِي أَضْحَى فِي الْمَعَازِفِ مَاضِياً
فَيَا نَفْسُ هَلَّا اعْتَبَرْتَ بِمَنْ مَضَى
وَ دُورُهُمْ لِلْمَوْتِ أَمْسَتْ خَوَالِيَا
فَهُمْ بِبُطُونِ الْأَرْضِ أَضْحَوْا رَهَائِنَا
مَحَاسِنُهُمْ فِيهَا يُرَيْنَ بَوَالِيَا
كَمْ اخْتَرَمَتْ أَيْدِي الْمَنُونِ مِنَ الْوَرَى
قُرُوناً فَأَمْسَوْا فِي الْقُبُورِ جَوَاثِيَا
وَ كَمْ مِنْ مَلِيكٍ قَدْ تَمَكَّنَ مِلْكُهُ
سَقَاهُ الرَّدَى كَأْساً مِنْ الْمَوْتِ ظَامِياً
فَمَا مَنَعَتْ عَنْهُ الصَّيَاصِي الَّتِي بَنَى
وَ لَا كَانَ بِالْأَمْوَالِ لِلنَّفْسِ فَادِياً
وَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ جَمْعُهُ وَ جُنُودُهُ
وَ أَصْبَحَ مِنْهُ نَاظِرُ الْعَيْنِ خَاسِياً
فَكَمْ فَرِحٍ مُسْتَبْشِرٌ بِوَفَاتِهِ
وَ كَمْ تَرِحٍ أَضْحَى لِذَلِكَ بَاكِياً
فَيَا نَفْسُ جَدِّي فِي الْبُكَاءِ وَ انْدُبِي
زَمَاناً بِهِ قَدْ كَانَ شَرُّكِ سَامِياً
وَ يَا نَفْسُ مَا ذَا تَصْنَعِينَ بِحَقِّ مَنْ
لَهُ الْحَقُّ فِي يَوْمٍ يُرِيدُ التَّقَاضِيَا
وَ يَا نَفْسُ وَلَّى الْعُمْرُ وَ الشَّيْبُ قَدْ أَتَى
نَذِيراً بِقُرْبِ الْمَوْتِ لَا شَكَّ نَاعِياً
وَ يَا نَفْسُ قُومِي فِي الظَّلَامِ بِذُلِّهِ
وَ رِقَّةِ قَلْبِ يَجْعَلُ الصَّخْرَ جَارِياً
وَ يَا نَفْسُ تُوبِي عَنْ هَوَاكَ وَ أَقْصِري
وَ سَحِّي دُمُوعاً بَلْ دِمَاءً جَوَارِياً
وَ قُولِي إِلَهِي أَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ عَفَا
وَ أَجْدَرُ مَنْ يُولِي الْجَدَى وَ الْأَيَادِيَا