اسم الکتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (سلطان العلماء) المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 8
أي الشيء و هو العلم الذي يلزم حمله و
تعليم (ج 1/ ص 16) ما لا يسع أي لا يجوز جهله و هو العلم الشرعي الواجب- و أستعينه على
القيام بما يبقى أجره على الدوام لأن ثوابه في الجنة أكلها
دائم و ظلها- و يحسن في الملإ الأعلى ذكره- أصل الملإ الأشراف و الرؤساء الذين يرجع إلى قولهم و منه قوله
تعالى- أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي
إِسْرٰائِيلَ قيل لهم ذلك لأنهم ملاء بالرأي و
الغناء أو أنهم يملئون العين و القلب و المراد بالملإ الأعلى الملائكة- و ترجى مثوبته و ذخره و في كل ذلك إشارة إلى
الترغيب- فيما هو بصدده من تصنيف العلم الشرعي و تحقيقه و بذل الجهد في تعليمه.
و أشهد أن
لا إله إلا الله تصريح بما قد دل عليه الحمد السابق- بالالتزام من التوحيد و خص هذه
الكلمة لأنها أعلى كلمة و أشرف لفظة نطق بها في التوحيد منطبقة على جميع مراتبه و
لا فيها هي النافية للجنس و إله اسمها قيل و الخبر محذوف تقديره موجود- و يضعف
بأنه لا ينفي إمكان إله معبود بالحق غيره تعالى لأن الإمكان أعم من الوجود و قيل
ممكن و فيه أنه لا يقتضي وجوده بالفعل (ج 1/ ص 17) و قيل مستحق
للعبادة و فيه أنه لا يدل على نفي التعدد مطلقا- و ذهب المحققون إلى عدم الاحتياج
إلى الخبر و أن إلا الله مبتدأ و خبره لا إله إذ كان الأصل الله إله فلما أريد
الحصر زيد لا و إلا و معناه الله إله و معبود بالحق لا غيره أو أنها نقلت شرعا (ج 1/ ص
18) إلى نفي الإمكان و الوجود عن إله سوى الله مع الدلالة على وجوده
تعالى- و إن لم تدل عليه لغة- وحده لا شريك له تأكيد لما قد استفيد
من التوحيد الخالص حسن ذكره في هذا المقام لمزيد الاهتمام.
و أشهد أن
محمدا نبي أرسله قرن الشهادة بالرسالة بشهادة التوحيد لأنها بمنزلة الباب لها و قد
شرف الله نبينا ص- بكونه لا يذكر إلا و يذكر معه و ذكر الشهادتين في الخطبة لما
روي عنه ص: من أن كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء و محمد علم منقول من
اسم مفعول المضعف و سمي به نبينا ص إلهاما من الله تعالى و تفاؤلا بأنه يكثر حمد
الخلق له لكثرة خصاله الحميدة و قد قيل لجده عبد المطلب و قد سماه في يوم سابع
ولادته لموت أبيه قبلها لم سميت ابنك محمدا و ليس من أسماء آبائك و لا قومك فقال
رجوت أن يحمد في السماء و الأرض و قد حقق الله رجاءه (ج 1/ ص 19) و النبيء
بالهمز من النبإ و هو الخبر لأن النبي ص مخبر عن الله تعالى- و بلا همز و هو
الأكثر إما تخفيفا من المهموز بقلب همزته ياء أو أن أصله من النبوة بفتح النون و
سكون الباء أي الرفعة لأن النبي ص مرفوع الرتبة على غيره من الخلق و نبه بقوله
أرسله على جمعه بين النبوة و الرسالة- و الأول أعم مطلقا لأنه إنسان أوحى إليه
بشرع و إن لم يؤمر بتبليغه- فإن أمر بذلك فرسول أيضا أو أمر بتبليغه و إن لم يكن
له كتاب- أو نسخ
اسم الکتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (سلطان العلماء) المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 8