اسم الکتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (سلطان العلماء) المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 191
و إن أثم و لو كان ناسيا أو جاهلا فلا شيء عليه- إن لم يعلم بالحكم
قبل الغروب و إلا وجب العود مع الإمكان فإن أخل به فهو عامد و أما العود بعد
الغروب فلا أثر له
و يكره الوقوف على الجبل
بل (1) في
أسفله بالسفح- و قاعدا أي الكون بها قاعدا- و راكبا بل واقفا و
هو الأصل في إطلاق الوقوف على الكون إطلاقا لأفضل أفراده عليه- و
المستحب (ج 2/ ص 272) المبيت بمنى ليلة التاسع إلى الفجر احترز
بالغاية عن توهم سقوط الوظيفة بعد نصف الليل كمبيتها ليالي التشريق و لا
يقطع محسرا بكسر السين و هو حد منى إلى جهة عرفة حتى تطلع الشمس و
الإمام يخرج من مكة إلى منى قبل الصلاتين الظهرين- يوم
التروية ليصليهما بمنى و هذا كالتقييد (2) لما أطلقه سابقا من استحباب إيقاع
الإحرام بعد الصلاة المستلزم لتأخر الخروج عنها- و كذا (ج 2/ ص
273) ذو العذر كالهم و العليل و المرأة و خائف الزحام و لا
يتقيد خروجه بمقدار الإمام كما سلف بل له التقدم بيومين و ثلاثة- و الدعاء
عند الخروج إليها أي إلى منى في ابتدائه- و عند الخروج منها إلى عرفة و فيها بالمأثور- و الدعاء
بعرفة- بالأدعية المأثورة عن أهل البيت ع خصوصا دعاء الحسين و ولده زين
العابدين ع و إكثار الذكر لله تعالى بها- و ليذكر إخوانه
بالدعاء و أقلهم أربعون «روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت عبد
الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادا يده إلى السماء
و دموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض فلما صرف الناس قلت يا أبا محمد ما رأيت
موقفا قط أحسن من موقفك قال و الله (ج 2/ ص 274) ما دعوت فيه إلا
لإخواني و ذلك لأن أبا الحسن موسى ع أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من
العرش و لك (3) مائة ألف ضعف مثله و كرهت أن أدع مائة ألف ضعف لواحدة- (4) لا أدري
تستجاب أم لا» «و عن عبد الله بن جندب قال: كنت في الموقف فلما أفضت أتيت إبراهيم
بن شعيب فسلمت عليه و كان مصابا بإحدى عينيه و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة
دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك و أنا و الله مشفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء
قليلا قال لا و الله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم دعوة قلت فلمن دعوت (ج 2/ ص
275) قال دعوت لإخواني لأني سمعت أبا عبد الله ع يقول من دعا لأخيه بظهر
الغيب وكل الله به ملكا يقول و لك مثلاه فأردت أن أكون أنا أدعو لإخواني و الملك
يدعو لي لأني في شك من دعائي لنفسي و لست في شك من دعاء الملك لي» ثم يفيض أي ينصرف و
أصله الاندفاع بكثرة أطلق على الخروج من عرفة لما يتفق فيه من اندفاع الجمع الكثير
منه كإفاضة الماء و هو متعد لا لازم أي يفيض نفسه
بعد غروب الشمس
المعلوم
بذهاب الحمرة المشرقية بحيث لا يقطع حدود عرفة حتى تغرب- إلى المشعر الحرام مقتصدا متوسطا- في سيره
داعيا إذا بلغ الكثيب الأحمر- عن يمين الطريق بقوله-: اللهم
ارحم موقفي و زد في عملي و سلم لي ديني و تقبل مناسكي- اللهم لا تجعله آخر العهد
من هذا الموقف و ارزقنيه
[1]
اى بل يقف فى اسفل الجبل.
[2] اى
بمنزلة الاستثناء.
[3] اى ما
نودى من العرش.
[4] اى
لاجل واحدة هى دعاءه لنفسه.
اسم الکتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (سلطان العلماء) المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 191