اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 15 صفحة : 30
و احتجّ الأوزاعيّ: بأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يبعث السريّة
و يوصيهم بالدعاء إلى الإسلام أو الجزية، و هو عامّ في كلّ كافر[1].
و الجواب عن
الأوّل: بالفرق فإنّ أهل الكتاب لهم حرمة بكتابهم، بخلاف غيرهم من الكفّار، و أمّا
العرب فقد بيّنّا أنّهم إن كانوا يهودا أو نصارى أو مجوسا، قبلت منهم الجزية و
إلّا فلا، فحينئذ لا فرق بين العرب و العجم[2]؛ لأنّ الجزية تؤخذ
بالدين لا بالنسب.
و عن
الثالث: باحتمال أن تكون الوصيّة في أهل الذمّة دون غيرهم.
مسألة: و من عدا اليهود و
النصارى و المجوس لا يقرّون بالجزية و لا يقبل منهم إلّا الإسلام و إن كان لهم
كتاب،
كصحف
إبراهيم و صحف آدم و إدريس و زبور داود عليهم السلام، و هو أحد قولي الشافعيّ، و
في الآخر: يقرّون بالجزية[3].
لنا: أنّها
ليست كتبا منزلة على ما قيل[4]، و إنّما هي وحي
يوحى،
كما روي
عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «أمرني جبرئيل عليه السلام أن آمر
أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فجرى مجرى السنن»