اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 15 صفحة : 208
الإصبع و نزل.
ثمّ صعد
عمرو المنبر و حمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثمّ قال: إنّي أدخلت معاوية في هذا
الأمر، كما أدخلت هذا الخاتم في هذا الإصبع، فقال أبو موسى: الغدر الغدر، فوقع
التشويش بين المسلمين، فقالت طائفة الخوارج: إنّا قد ارتددنا حيث جعلنا الحكم في
أيديهما و اللّه تعالى يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلّٰا
لِلّٰهِ*[1] فتبنا و رجعنا عن ذلك إلى الإسلام، و قالوا لعليّ عليه
السلام: إنّك قد ارتددت حيث تركت حكم اللّه تعالى و أخذت بحكم الحكم، و خرج [على][2] عليّ عليه
السلام عامّة أصحابه، و كان مذهب الخوارج مبناه على تكفير كلّ مذنب[3].
مسألة: و لو كان مع أهل
البغي من لا يقاتل،
قال بعض
الجمهور: لا يجوز قتله من غير حاجة؛ لقوله تعالى: وَ مَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ[4].
و للإجماع على
تحريم قتل المسلم، و إنّما خصّ من ذلك من حضر بسبب الضرورة في قتله، كأهل البغي و
القبائل[5]، فيبقى ما عداه على العموم، و لهذا حرم قتل مدبرهم و
أسيرهم، و لأنّه مسلم لم يحتج إلى دفعه، و لا صدر منه أحد الثلاثة، فلا يحلّ دمه؛
لقوله
عليه السلام: «لا يحلّ دم امرئ مسلم إلّا بإحدى ثلاث[6]»