اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 15 صفحة : 17
أعراب المؤمنين، و لا يجري لهم في فيء القسمة شيئا[1] إلّا أن يجاهدوا في سبيل اللّه، فإن
أبوا هاتين فادعهم إلى إعطاء الجزية و هم صاغرون فإن أعطوا الجزية فاقبل منهم و
كفّ عنهم، و إن أبوا فاستعن عليهم باللّه و جاهدهم في اللّه حقّ جهاده»[2].
و نعني
بالكتابيّ: من له كتاب حقيقة، و هم اليهود و النصارى، و من له شبهة كتاب، و هم
المجوس، فتؤخذ الجزية من هؤلاء الأصناف الثلاثة بلا خلاف بين علماء الإسلام في
ذلك، في قديم الوقت و حديثه، فإنّ الصحابة أجمعوا على ذلك و عمل به الفقهاء
القدماء، و من بعدهم إلى زماننا[4] هذا من أهل الحجاز
و العراق و الشام و مصر و غيرهم من أهل الأصقاع في جميع الأزمان؛ عملا بالآيات
الدالّة على أخذ الجزية، و بالأحاديث المتقدّمة، و فعل النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله ذلك و أخذ الجزية من مجوس هجر.
و بعث النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله معاذا إلى اليمن، فأمره أن يأخذ من كلّ حالم دينارا أو عدله
معافريّ