اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 12 صفحة : 418
أبا عبد اللّه عليه السلام عن رجل طاف بالبيت أسبوعا طواف الفريضة،
ثمّ سعى بين الصفا و المروة أربعة أشواط، ثمّ غمزة بطنه [فخرج][1] فقضى حاجته، ثمّ غشي أهله، قال: «يغتسل
ثمّ يعود فيطوف ثلاثة أشواط و يستغفر ربّه و لا شيء عليه» قلت: فإن كان طاف
بالبيت طواف الفريضة فطاف أربعة أشواط، ثمّ غمزه بطنه فخرج فقضى حاجته فغشي أهله،
قال: «أفسد حجّه و عليه بدنة، ثمّ يرجع فيطوف أسبوعا، ثمّ يسعى و يستغفر ربّه»
قلت: كيف لم تجعل عليه حين غشي أهله قبل أن يفرغ من سعيه، كما جعلت عليه هديا حين
غشي أهله قبل أن يفرغ من طوافه؟
قال: «إنّ
الطواف فريضة و فيه صلاة، و السعي سنّة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» قلت:
أ ليس اللّه تعالى يقول: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ
شَعٰائِرِ اللّٰهِ؟ قال: «بلى [و لكن][2] قد قال
فيهما: وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّٰهَ شٰاكِرٌ
عَلِيمٌ[3] فلو كان السعي فريضة، لم يقل: فمن تطوّع»[4].
و اعلم أنّ
في هذا الحديث إشكالات:
أحدها: أنّه
عليه السلام جعل الطواف فريضة و السعي سنّة، و كلاهما فرض عندنا و إن خالف في
السعي بعض الناس على ما تقدّم[5].
الثاني:
أنّه لم يوجب بالوطء قبل الفراغ من السعي شيئا، و أنتم أوجبتم عليه البدنة.
الثالث:
قوله عليه السلام: «أفسد حجّه»، و قد بيّنّا أنّ الإفساد بالوطء إنّما