responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 101

فصل [في الرؤية]

53/ 11

قوله تعالى مٰا كَذَبَ الْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ تعلقهم بذلك فاسد لأن التدلي في أول الآية أنما هو النزول لا الصعود يقال أدليت الدلو و تدلى الشي‌ء و تدليت من السطح قوله وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أي نزولا ليعلم أن تدلي بمعنى النزول و لو لم يكن كذلك لم يصح قوله نَزْلَةً أُخْرىٰ و الأول ليس بنزلة و قوله وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ يوجب أنه رآه مرتين و ليس ذلك مذهبهم و قوله لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ و لو كان كما زعموا لقال ربه و قد فسر المخالفون قوله- لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ أنه في الدنيا و عندنا أنه في الدنيا و العقبى فعلى قول الجميع لا يجوز أن رآه أحد في الدنيا فكيف يفسر آية بما يبطل هذه الآية و نمط الآية يبطل قولهم كما قال وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ فبين أنه وحي و الموحي إليه إنما هو جبريل و بين أنه شَدِيدُ الْقُوىٰ ذُو مِرَّةٍ أي عقل- فَاسْتَوىٰ أي عقل وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلىٰ يعني بالسماء العليا ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى أي نزل فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ أي كان جبريل من محمد على هذا المقدار- فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ يعني جبريل إلى النبي ع- مٰا كَذَبَ الْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ لم يكن فيما رأى شبهة يرتاب بها بل كانت رؤية صحيحة و هذه كلها من صفات الأجسام ثم قال وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ يعني بها عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهىٰ و زعموا أن السدرة في الجنة فيجب أن يكون رآه في الجنة فتارة يقولون إنه رآه على العرش و تارة يقولون إنه رآه في الجنة على أنه لم يقل في الجنة و لكن قال عِنْدَهٰا و معنى ذلك كقوله إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ الْيَتٰامىٰ ظُلْماً ثم قال مٰا زٰاغَ الْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ أي لم يزغ في رؤيته و لم يكن فيه مخطئا ثم قال لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ الْكُبْرىٰ فبين أنه رأى الكبرى من آيات ربه وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلّٰا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ الآية بين أنه لا يجوز أن يكلم أحد إلا على هذه الوجوه الثلاثة فلا يجوز أن يكلمهم مخاطبة و مشافهة-

و روى الترمذي في صحيحة قال مسروق دخلت على عائشة فقلت هل رأى محمد ربه فقالت لقد تكلمت بشي‌ء وقف له شعري فقلت رويدا ثم قرأت- لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ الْكُبْرىٰ فقالت أين يذهب بك إنما هو جبريل ثم قالت بعد كلامه لكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى و مرة في أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق

أبو ذر سئل رسول الله ص أ رأيت ربك فقال ع أ نور إن أراه

ابن عباس- مٰا كَذَبَ

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست