اسم الکتاب : غاية المراد في شرح نكت الإرشاد المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 0 صفحة : 282
و بعض أهل الخلاف منع من لفظ الصلاة على غير الأنبياء. و من العجب
المنع في حقّ علي عليه السلام و أبنائه و قد قال تعالى «وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ»،
و كانت النفس المدعوّة عليّا عليه السلام. ذكره المفسّرون، و لأنّا قد بيّنّا
جوازه في آحاد الناس، فكيف يمتنع في أهل البيت عليهم السلام[1]؟! و قال في الأمة المشتركة و تحليلها من الشريك:
و له [يعني
العلامة الحلّي] طاب ثراه منام كتبه بخطّه على نسخة كتاب القواعد و ذكره في
المسائل المدنية: أنّه رأي والده سديد الدين رحمه الله، و هو يبحث في هذه المسألة،
و قد منع من جوازها، و استدلّ بأنّ سبب البضع لا يتبعّض. فأجابه والده بأنّ
التبعّض هنا غير حاصل، لأنّا لا نقول: إنّ بعضها حلال بالملك فإذا حلّلها حلّ
البعض الآخر بالتحليل، بل كلّها حرام، و بالتحليل حلّت جميعها، فالسبب متّحد.
و أقول: مع
كونه رؤيا فيه نظر، لأنّه مسلّم أنّ الجميع حرام قبل التحليل، و لكن عند التحليل
لم يستفد الحلّ من التحليل خاصّة، و إلّا لم تحلّ له، ضرورة أنّ التحليل يختصّ
بالشقص المملوك، فلا بدّ من القول بحلّ الشقص الآخر، و لا سبب له إلّا الملك. و
الحقّ الجواز[2].
هذا، و في
الكتاب أبحاث أدبية قيّمة و فوائد نافعة لم نتعرّض لها في هذه المقدّمة لطول
المقال، و الحمد للّه على كلّ حال.
الكتب التي تأثّر بها غاية
المراد
كانت بحوزة
الشهيد لدى تصنيفه غاية المراد جملة كبيرة من كتب القدماء- كتب ليس كثير منها بين
ظهرانينا اليوم- فاستفاد منها بكثرة، فواحدة من محاسن غاية المراد كثرة المصادر
فيها، و بالإضافة إلى كتب الفقه استفاد الشهيد