و لو تقصينا مثل هذا لطال و إنما كان أبو عبد الله جعفر بن
محمد ص و أصحابه ينكرون[1] على أبي
حنيفة و أصحابه من أهل العراق لقربهم من التشيع لأنهم أخذوا عن أصحاب علي ص لما
كانوا بالعراق فكانوا يرجون رجوعهم إلى الحق. فأما مالك و أصحابه فقد علموا ما هم
عليه و ما يعتقدونه و كان مالك له ناحية من السلطان فلم يكونوا يعارضونهم[2] و كان مالك
قد سمع من أبي عبد الله جعفر بن محمد ص لكونه معه في المدينة فأسمعه و لم يكسر
عليه شيئا لما أعرض عنه و ذلك أشد لبعده منه نعوذ بالله من إعراض أوليائه[3].