أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ فدفعوا[1] مودة من
أوجب الله عز و جل مودته من أهل بيت رسول الله و هم لا يشكون في فضلهم و مكانهم من
رسول الله ص و أسقطوا فريضة فرضها الله جل ذكره و حكم آية أوجب حكمها في كتابه
عداوة و بغضة لأوليائه و جهلا بكتاب الله جل ذكره و قوله عز و جل[2]- قُلْ ما
سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ لا يخلو أن يكون نزل قبل قوله[3]- قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى أو بعده فإن
كان نزل قبله فلا يكون ناسخا له و إن نزل بعده فهو يؤكده و يشدده و يثبته[4] لأن قوله[5] قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ
مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ليس في ظاهره ما يوجب سقوط الأجر و لكنه أخبرهم
أن ذلك الأجر لهم يؤجرون عليه و يثابون فيه بمودتهم أهل بيته إذا فعلوا ذلك لا أن
ذلك الأجر لرسول الله ص و هذا أبين من أن يغبى إلا على جاهل و لا يدفعه إلا معاند
فالآيتان ثابتتان ليس منهما ناسخة و لا منسوخة بحمد الله بل كل آية منهما تشد
الأخرى و تؤكدها. و قالت فرقة ثالثة معنى قوله[6]- قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى إنها نزلت في كل العرب
و ذلك بغضا لآل رسول الله ص أي تودونني بقرابتي قالوا لأن لرسول الله ص في كل بيت
من بيوتات العرب قرابة فهذا لما بالغوا في التحفظ في دفعهم فضل أهل بيت رسول الله
ص بأن جعلوا قرابة النبي ص في العرب كلها و أنه سألهم أن يودوه هو لقرابته منهم
فإن كان الذين سألهم ذلك مؤمنين فهم يودونه لإيمانهم به و تصديقهم إياه و لما من
الله عز و جل عليهم فيه و إن كان المخاطبون على قولهم بذلك الكفار فكيف يسأل منهم
أجرا على أمر لم يصدقوه فيه و في اقتصارهم على العرب خاصة جهل منهم و مكابرة
للعيان و تحريف لكتاب الله عز و جل و تبديل لكلامه و إنما قال الله