و هذا الذي
لا يصح غيره لا كما زعمت المرجئة أن الإيمان قول بلا عمل و لا كالذي قالت الجماعة
من العامة إن الإيمان قول و عمل فقط و كيف يكون ما قالت المرجئة إنه قول بلا عمل و
هم و الأمة مجمعون على أن من ترك العمل بفريضة من فرائض الله عز و جل التي افترضها
على عباده منكرا لها أنه كافر حلال الدم ما كان مصرا على ذلك و إن أقر بالله و
وحده و صدق رسوله بلسانه إلا أنه يقول هذه الفريضة ليست مما جاء به و قد قال الله
عز و جل وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لٰا يُؤْتُونَ
الزَّكٰاةَ فأخرجهم من الإيمان بمنعهم الزكاة و بذلك استحل القوم أجمعون بعد
رسول الله ص دماء بني حنيفة و سبى ذراريهم و سموهم أهل الردة إذ منعوهم الزكاة.
و الكلام في
مثل هذا يطول. و قول الجماعة أن الإيمان قول و عمل بغير اعتقاد نية محال لأنهم قد
أجمعوا على أن رجلا لو أمسك عن الطعام و الشراب يومه إلى الليل و هو لا ينوي الصوم
لم