يعرفون الناس يومئذ بسيماهم و يوقفون أهل النار على ذنوبهم و
يبكتونهم بها و يقولون لهم مٰا
أَغْنىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَ
هٰؤُلٰاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لٰا يَنٰالُهُمُ
اللّٰهُ بِرَحْمَةٍ الآية يعنون قوما من أهل
الجنة و ينادون أهل الجنة أَنْ سَلٰامٌ
عَلَيْكُمْ و يقولون ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لٰا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لٰا
أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ و ينادونهم الناس استغاثة بهم و طمعا
في شفاعتهم كما ذكر الله عز و جل ذلك عنهم في كتابه و دل به على عظيم منزلتهم و
قدرهم و أنهم شهداؤه على خلقه و حججه على عباده و أصحاب الأعراف أصحاب المعالي و
المنازل الرفيعة عند الله و العرف أعلى الشيء كما يقال عرف الديك و عرف الفرس و
جمعه أعراف و قد قال بعض أهل اللغة كل مرتفع عند العرب أعراف و منه قيل لكدي الرمل
أعراف و كذلك قال بعض أهل التفسير من العامة في قوله عز و جل- وَ نٰادىٰ أَصْحٰابُ الْأَعْرٰافِ أنهم على كدي بين الجنة و النار و قال آخرون على سور عال بين الجنة
و النار قالوا سمي بذلك لارتفاعه فحام القوم حول الحق بين عارف منكر و جاهل مقصر
نعوذ بالله من الحيرة و الضلالة و إنكار الحق و الجهالة و على هذا من الفساد أكثر
تأويل العامة لكتاب الله جل ذكره إنما هو على آرائهم و أهوائهم نعوذ بالله من
القول بالرأي في كتابه و اتباع الهوى فيما يخالف الحق عنده و يكون مع هذا قوم
مخلفون عن الجنة كما زعمت العامة هذا من فاسد التأويل و مما لا يحتاج على فساده
إلى دليل و كذلك أكثر تأويلهم على ما يظهر من آرائهم عصمنا الله من القول بالرأي
في كتابه و حلاله و حرامه.