اسم الکتاب : إيضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد المؤلف : الحلي، فخر المحققين الجزء : 4 صفحة : 755
و عليك بتعظيم الفقهاء و تكرمة العلماء فان رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم: قال من أكرم فقيها مسلما لقي اللّه يوم القيامة و هو عنه راض و
من أهان فقيها مسلما لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان[1] و جعل النظر الى وجه العالم عبادة و النظر الى باب
العالم عبادة و مجالسة العالم عبادة[2] و عليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم و التفقه في الدين: فإن
أمير المؤمنين عليه السّلام قال لولده تفقه في الدين فان الفقهاء ورثة الأنبياء و
ان طالب العلم ليستغفر لهم من في السماوات و من في الأرض حتى الطير في الهواء و
الحوت في البحر و ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به[3] (و إياك) و كتمان العلم و منعه من
المستحقين لبذله فان اللّه تعالى يقول إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ
الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي
الْكِتٰابِ أُولٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ
اللّٰاعِنُونَ[4]
قال رسول اللّه إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة
اللّه تعالى[5]
و قال عليه السّلام لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها
فتظلموهم.
و الحمد للّه على حسن التوفيق و هداية الطريق و صلى اللّه على سيد الأنبياء و
المرسلين المبعوث بالدين المبين و على آله المعصومين و عترته الطاهرين صلاة تملأ
أقطار السماوات و الأرضين فرغت من تحريره مع تراكم صروف الدهر المكدرة للنفوس و
الأفكار في ذي الحجة الحرام سنة ستين و سبعمأة الهلالية
[1]
لم نعثر عليه و انما عثرنا على قوله (ع) من أهان مؤمنا إلخ