(الأولى)
يحرم أكل الطين في الجملة بالإجماع، و لما قيل بانهاكه [1] القوة و إيراثه الضعف
في البنية و الشهوة.
(الثانية)
استثنى أصحابنا من ذلك طين قبر الحسين عليه السلام للاستشفاء، لما اشتهر في النقل
الشريف أن الأئمة عليهم السلام من ذريته و الإجابة تحت قبته و الشفاء في تربته، و
علم أيضا الشفاء بتجربة معقتدي إمامته تجربة تفيد العلم، فيكون تناوله سائغا إذ لا
شفاء في محرم.
(الثالثة)
قيد الشيخ في النهاية[1] المتناول باليسير، و هو حسن. و اختاره ابن
إدريس[2] و العلامة لحصول الغرض و الشفاء بذلك فما زاد يكون
حراما. و لما كان اليسير أمرا إضافيا لانه رب يسير كثير بالإضافة الى ما هو أقل
منه و رب كثير يسير بالإضافة الى ما هو أكثر منه قيده المصنف بقدر الحصة لينضبط. و
هل يجوز الإكثار منه؟ الأصح لا، لما ورد عنهم عليهم السلام: من أكل زائدا عن ذلك
فكأنما أكل من لحومنا[3].
[1]
يقال: نهكته الحمى نهكا من باب نفع و تعب: هزلته. و أنهك لغة.[2]
النهاية: 590.